تم تأسيس هده المدومة من طرف يوسف الحبيب

أعلان

LightBlog

اخر الاخبار

LightBlog

29‏/03‏/2020

قصص| قصة إنسان_قصة اجتماعية تحكي معاناة الإنسان


قصص| قصة إنسان_قصة اجتماعية تحكي معاناة الإنسان

قصة إنسان
في صباح خريفي عابس من صباحات البيضاء، لا أذكر التاريخ بالضبط لكثرة الأحداث والوقائع وتزاحمها، ولضعف ذاكرتي، لم أعد أذكر التوقيت بالتحديد، لكن الحدث ظل عالقا مترسبا في دواخلي لا يفارق مخيلتي، لأنه مس جزءً من كياني، إن لم أقل كله، أحسست في لحظة انكسار نفسي للأسف، بعبثية قاتلة ملأت وستملأ فيما بعد كل الفراغات الضيقة من لاشعوري المثخن بالإخفاقات والإكراهات والجروح الغائرة.

فالقصة قديمة جديدة عاشها بن ادم وسيعيشها ما ظل الظلم على وجه الأرض، في ذلك اليوم المتجهم الرمادي، الشمس غارقة في حزنها كئيبة، لعلها اشمأزت من قصة الإنسان البئيس، فأشاحت بوجهها بعيدا، في ذلك ركبت الحافلة كبقية خلق الله الهائمين في هذا الصباح  الفاتر البارد، أتصفح الوجوه الكالحة، عناوين عريضة لقصة واحدة، قصة إنسان مهان سجين في وطنه الكبير، غرقت في بحر من الأفكار المتضاربة، الحافلة مكتظة عن آخرها، بشر مكدس يحيلك في سوريالية موجعة على تراجيديا البقاء للأقوى، قانون غاب صاغته عقلية بشر تافه غارق في السادية,

لم يخرجني من شرودي ويعيدني إلى الواقع إلا تلك الصورة المركبة مجازا من كل أشكال العبث، ملأت بسوداويتها كل ركن فارغ من لا شعوري المرهف المتعب، رجل ليس كعموم الخلق أو بشكل أكثر دقة كائن حي فريد من نوعه، جعلت منه عاهة مستديمة أو قل عاهات، مخلوقا غريبا، لا أريد أن أدخل في التفاصيل المؤلمة الموجعة، ولكن ما زاد الصورة وضوحا وقتامة في نفس الوقت، استجداء الرجل للصدقة برفقة صبية صغيرة بأسمال بالية تكشف من جسمها أكثر مما تستر في ذلك الجو القارص اللاسع للبدن، هل يُعقل هذا، رجل ذو خلقة مشوهة أستغفر الله العظيم أنا لا أشمت في خلق الله ولا أعترض على قضاء الله وقدره، يمشي بين الناس، يأكل بعاهاته، هل ترضون هذا الوضع المزري لذويكم هل تسمحون بمثل هذا الهدر المدرسي والعمل الوضيع لبناتكم، أو أنكم لا تركبون حافلاتنا، استغنيتم عنها بسيارات المال العام، حرام أن تضاعفوا همومنا راعوا ضعفنا، احفظوا مشاعرنا، كفى من الاستهتار، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، اتقوا الله في عباده، مكان الرجل الطبيعي مستشفى متخصص أو ملجئا لدوي الاحتياجات الخاصة، أو إن ضاقت بكم المخارج وسُدت في وجوهكم السبل فحقنة مميتة تحفظ للرجل كبرياءه وتُلحقه بمن يمسح دمعته ويؤوي غربته في جنات عدن بجوار الأمناء والشرفاء بعيدا عن سقر مقام الخلد لكل لص أفاك معتد أثيم، ومكان الصبية الحقيقي الوحيد والأوحد مقعدا في المدرسة بين أقرانها وقريناتها تتعلم من أسباب العلم والمعرفة ما تبني به إلى جانب أخيها مجد هذا الوطن.

غرقت ثانية في حزني وأفكاري، ما ذنب الرجل المعاق التعيس والصبية بنت العشر سنين في أكثر تقدير، أين هي صناديق إعانات العاطلين والمحتاجين التي ما فتئت كل حكومة تُشَنِف أسماعنا بقرب موعد إطلاق سراحها ثم تُكَذب اللاحقة وجوده أصلا، وما ذنب الركاب المحاصرين بكل أشكال البؤس، لصوص مجرمون محترفون يُفرغون جيوبهم ومتسولون مساكين وآخرون متحايلون يَسُدُّون نفوسهم وتجار أدوية وخردة يُنسونك في لحظة أنك خريج جامعات تعلم طلابها المناهج العلمية، وأخيرا وليس آخرا ما جريرة حكاياتنا المنسية ضل الاستثناءات.

شكرا لكم 
وأستودعكم الله

Adbox